ترجمة: فهمــــي علــــــوان

 

هل يَجِبُ أنْ نموت؟

 

كائنات أُخرى في الكون

 

.و التي تَعيشُ للأبد

 

طافيةٌ على رحلتها اللانهائية
.في نهرِ الزمن

 

الحلقة الحادية عشر من سلسلة الكون بعنوان
"الخــــــالـــــــدون"

 

لاحظَ أسلافنا مرور الزمن

 

.بواسطة القمر و النجوم

 

لكنهم البشر الذين عاشوا هنا مرةً

 

قبلَ حوالي خمسة آلاف سنة

 

من بدأَ لأول مرةٍ في تقطيع الوقت

 

إلى أجزاءٍ أصغر من

 

.الساعات و الدقائق

 

اطلقوا على هذا المكان اسم
.أوروك

 

و نحنُ نُطلِقُ عليه
"العِراق"

 

إنهُ جزء من ميسوبوتيميا

 

الأرضُ الواقعةُ بين نهري
.دجلة و الفُرات

 

اُخْتُرِعَ مفهومُ المدينة هنا

 

و واحدةً من أعظم إنتصارات البشرية
كُسِبَت

 

في المعركة المتواصلةِ
.ضد الزمن

 

كان هنا حيثُ تعلمنا
.كيفية الكتابة

 

.لا يُمكن للموت أن يُسكتنا أكثر

 

.أعطتنا الكتابة القوة للوصول خلال الألفيات

 

.و التحدث داخل رؤوس الأحياء

 

لم يَسْبِق لأحدٍ أبداً الحديث
خلال إمتدادٍ أطول

 

في نهر الوقت من هذه
.الأميرة الأكادية

 

إبنةُ أول إمبراطور في التاريخ

 

و كاهنةِ القمر
.إنهيدوانا

 

ليس لأنها كتبتِ الشعر فقط

 

لكن إنهيدوانا قامت بشيءٍ
لم يَقُم بهِ أحداً من قبلها أبداً

 

أشارت بأسمها
.على عملها

 

هي الشخص الأول الذي نستطيع
القول عنه

 

نَعْرِفُ مَنْ كانت

 

.وَ بِماذا حَلُمَتْ

 

.حلمت الخَطوَ خِلال بوابة العجائب

 

و هنا فكرة أرسلتها إنهيدوانا

 

عبرَ أكثر من أربعةِ آلاف سنة
.إليكم

 

من عَمَلِها المُعَنْوَنِ بِ

 

"سيدةُ القلبِ الأكبر"

 

إينانا كوكبُ الزُهرة

 

آلهةِ الحُبْ

 

سيكونُ لها قَدَرٌ عظيمة

 

.على طولِ كامل الكَون

 

أوروك هي أيضاً المكان
الذي

 

كُتِبَتْ فيه أول قصةٍ ملحمية
.لرحلةِ بطل

 

قبل الرجل الوطواط
و لوك سكاي واكر وَ أوديسيس

 

قبلهم جميعاً كان هناك رجلٌ
"اِسْمُهُ "جيلجاميش

 

و الذي غادرَ وطنه في سعيٍ
.لِقَهرِ الزمن

 

كان جيلجاميش يبحثُ عنِ الخلود

 

بحثَ في كُلِّ مكان

 

و بِحكمةٍ تامَّة
.كَشَفَ ماكان مخفياً

 

أعاد للحياة قصة أزمنةٍ

 

.سَبقتِ الطوفان العظيم

 

بنى سور مدينة أوروك

 

و الذي لن يتمكن أي ملك مستقبلي
.من مُضاهته

 

قراءة قصة ذاك الرجل جيلجاميش

 

بطل وُلِدَ في أوروك

 

و الذي مرَّ بكُلِّ أنواعِ المُعانات

 

و الذي قطعَ مُحيط البحار الواسعة

 

.البعيدةِ كَمشرقِ الشمس

 

و الذي فتَّشَ حواف العالم

 

.باحثاً عنِ الحياة الأبدية

 

صادفَ جيلجاميش في رحلاتهِ

 

رَجُل حكيم إسْمُهُ
.أوتنابيشتم

 

و الذي أخبرهُ بقصةِ طوفان
.دَمَّرَ العالم

 

و كيف أنَّ أحدِ الآلهة أَمَرَ أوتنابيشتم

 

بِناءَ فُلكٍ لإنقاذِ عائلته
.و الحيوانات

 

أقدم ذِكْرٍ ناجٍ لأسطورةِ الطُوفان

 

كان قد كُتِبَ في ميسوبوتيميا

 

قبل آلافِ السنوات من
روايتها ثانيةً

 

كَقِصةِ نوح في سِفْرِ
.العهد القديم

 

إذاً يُمكنكم القول أنَّ جيلجاميش
حقَّقَ مسعاهُ

 

.لِلخلود

 

لازلنا نقرأُ ملحمةَ جيلجاميش

 

و معَ كُلِّ قارئٍ
.يعيشُ مُجدداً

 

و كُل هؤلاءِ الأبطال
و الأبطال الخارقين

 

الذين أَتوا منذُ ذلك الوقت

 

يتبعونَ خُطى رحلةِ
.أول الأبطال

 

نوعٌ آخر من الخلود

 

قصةٌ تُرسل من حضارة إلى أُخرى

 

.عَبرَ آلاف السنوات

 

لكنِ الحياةَ نفسها
تُرسل قصتها الخاصة

 

.عبرَ مليارات السنين

 

إنها الرِسالة التي يحملها كُل واحد
منا بداخله

 

مُدونةٌ في كل الخلايا
في أجسامنا

 

بِلُغَةٍ تستطيعُ كُل الحياة
.على الأرض قرائتها

 

الشفرة الجينية كُتِبَت بأبجديةٍ

 

تحتوي على أربعة أحرُفٍ فقط

 

كُل حرف هو جُزيء مصنوع من الذرات

 

.كُلِّ كلمةٍ بطولِ ثلاثة أحرف

 

كُلِّ شيءٍ حَيْ
هو تُحفة

 

كُتِبَتْ بواسطة الطبيعة
و نُقِّحَتْ بواسطة التطور

 

تعليمات للعمل و إعادةِ الإنتاج

 

.الماكنات المُعقدة للحياة

 

رسالة الحياة الأساسية

 

قد نُسِخَتْ و أُعيد نسخها لأكثر من
.ثلاثة مليار سنة

 

لكن من أين أتت هذه الرسالة؟

 

.لا أحدَ يعلم

 

ربما بدأت في بِركةٍ مُشمسةٍ

 

.تماماً كهذا

 

بطريقةٍ ما الجزيئات الغنية بالكربون

 

بدات بإستخدام الطاقة لصُنع
.نُسخ غير مُتقنةٍ منها

 

بعض الأصناف كانت أفضل في عمل نُسَخٍ

 

و خلَّفَت نسلٌ أكثر

 

الجزيئات المُتنافسة أصبحت
.مُتقنةٌ أكثر

 

التطور و الحياة نفسها
.كانت جارية

 

أو أنَّ الحياة قد بدأت

 

في الحرارةِ القاسية
لِفُتحةٍ بركانية

 

.في سطح البحرِ العميق

 

أو هل من الممكن أن الحياة
أَتت إلى الأرض

 

.كَراكبٍ مجاني

 

دعوني أُخبركم قصةً

 

.عن مُسافر من عالم آخر

 

سكينةُ القرية المصرية
"نخلة"

 

بالقُربِ من الإسكندرية
تحطمت فجأةً

 

في صبيحةٍ من شهرِ يونيو
في عام 1911

 

مكتوبٌ على هذا النيزك

 

.رسالة من كوكب آخر

 

لكن سبعين عام ستمضي

 

قبل أن يتمكن أي أحد من
.قرائتها

 

في عامِ 1976

 

أنزلت ناسا مركبتي فضاء
"فايكنج"

 

.على المريخ

 

أخذنا كارل سيجان هناك

 

في رحلتنا الجديدة خلال الكون

 

وجدنا أن هواء المريخ

 

كان أقل من واحدٍ بالمائة
.من كثافةِ هوائنا

 

و مكونٌ في الغالب من ثاني أكسيد الكربون

 

هناك كمياتٌ أقل من النيتروجين
و الأرجون

 

و بخار الماء
.و الأكسجين

 

بعد سنواتٍ قليلة

 

حين فكَّر العلماء في تحليل

 

الغازات المُحتجزةِ في نيزك
"نخلة"

 

.و أخرى من نفسِ تصنيفه

 

.وجدوا تشابه مُدهش

 

السواد الأعظم من النيازك

 

هي شظايا من كويكبات

 

لكن النوع الذي ضرب قرية
نخلة على الأرض

 

يُمكن أن يكون فقط
قد أتى

 

.من مكانٍ واحد

 

.المريخ

 

.أهلاً بكم في المريخ

 

قبل أكثر من مليار سنةٍ
من الأن ثار بركان هنا

 

بردت حممهُ إلى صخورٍ صلبة

 

و بعد مئات ملايين السنين

 

كانت هذه المنطقة مغمورةً بالماء

 

و بعد فترة طويلة من ذلك الغمر

 

كويكب بحجمِ صخرةِ جبل طارق

 

تحطم على سطح المريخ

 

مُخلِّفاً فوهةً ضخمة

 

و أكثر الحطام

 

قُذِفَ خارجاً إلى الفضاء

 

حيثُ دار حول الشمس

 

حتى قامت شدةٌ جاذبية من كوكبه
الأم المريخ

 

بحرفِ أحد الجلاميد الصخرية

 

إلى مسار تصادمي مع الأرض

 

.و وصوله صدم قرية نخلة الصغيرة

 

نوع النيازكِ الذي ضرب
"نخلة"

 

هي المركبات لنظام نقل طبيعي
بين الكواكب

 

.و الذي يُرسل الصخور بين الكواكب

 

نيزكٌ كهذا يُمكنهُ أن يأوي بِأمان
حُمولةً مِجهرية

 

.بذور الحياة

 

فُلك كوكبي

 

أكثر الصخور كالإسفنجات
مليئةً بالزواية و الشقوق

 

.حيثُ يُمكن للحياة التخفي و السفر

 

نعلمُ أن بعض الميكروبات يُمكنها النجاة

 

.من بيئة الفضاء العدائية

 

خذوا هؤلاءِ الفتيةِ على سبيل المثال

 

قضت هذه الميكروبات عاماً و نصف

 

راكبة على خارج محطة الفضاء الدولية

 

مُعرضينَ لدرجات الحرارة المُتطرفة

 

و فراغ و إشعاعات الفضاء

 

و بعض منهم لازال حياً
و يتحرك

 

عندما يُعادونَ إلى الأرض

 

و الأكثر إدهاشاً هذه المخلوقات

 

المُستيقظة من نوم كالموت

 

لثمانية مليون سنة

 

كانوا مُتجمدين في جليد
القطب الجنوبي

 

قبل ملايين السنوات حتى من تواجد
فصيلتنا

 

.و لازالت تعيش

 

إذا كانت الحياة تستطيع مقاومة
شِدة الفضاء

 

و الصمود لآلاف السنوات

 

إذن يُمكنها ركوب نظام النقل الكوكبي
الطبيعي

 

.من عالمٍ لآخر

 

إنه رهانٍ جيد أن أسلافنا المجهريون

 

.قضوا بعض الوقت في الفضاء

 

لماذا نظنُ هذا؟

 

.الأرضُ بعمرِ 4.5 مليار سنة

 

في النصفِ الأول من حياته

 

كويكباتٌ ضخمة كانت تقصِفُ الكوكب

 

.كُلَّ بضع ملايين السنين

 

الصدمات الأكثر عنفاً
بخَّرتِ المحيطات

 

و حتى ذوبت صخور السطح

 

كُل اصطدام كهذا

 

سيُطهِّرُ الكوكب بشكلٍ كامل

 

.لآلاف السنوات

 

لكننا نعلم من الأحفوريات في الصخور

 

أن البكتيريا كانت تتطور على الأرض

 

.خلال هذه الفترةِ التكوينية

 

إذاً كيف نجت الحياة

 

من سلسلةِ ضربات قاتلة كَهذه؟

 

عندما ضربَ كل واحدٍ من هذه
الكويكبات الأرض

 

سيكونُ الإنفجار فوهة

 

مُطلقاً ملايين الجلاميد
في الفضاء

 

كثيرٌ من هذه الصخور حملت
بكتيريا حية فيها

 

بعض البكتيريا قد نجت في الفضاء

 

لكن كل أولئكَ الذين تُرِكوا
على الأرض

 

.سَيُقْلَوْن

 

بعد كل إصطدام ببضعِ
آلاف السنوات

 

ستبرُد الأرض بشكلٍ كافٍ

 

.للماء كي يتكثف إلى مُحيطات

 

سيصبح الكوكب مرة أُخرى
.صالحاً للعيش

 

و في الأثناء, أكثر الصخرو التي
أُطلقت في الفضاء

 

ستكونُ في مدارٍ حول الشمس

 

بعضٌ منها سيُصادفُ الأرضَ
مُجدداً

 

تدخلُ الغلاف الجوي كنيازكَ

 

و توصل حمولتها الثمينة من الحياة

 

.لإعادة بذرِ الكوكب

 

.كَسفينة نوح

 

هذا يعني

 

أنه ليس على الحياة البدء مُجدداً

 

.من الصفر بعد كل كارثة

 

يُمكنها المواصلةُ
.من حيثُ توقفت

 

عندما كان النظام الشمسي صغيراً

 

من المحتمل أن الزُهرة كان شبيهاً
بالأرض

 

بمحيطات و رُبما حتى بالحياة

 

الزهرةُ و الأرض و المريخ

 

كانوا يتبادلون الصخور فيما بينهم

 

.بسببِ صدمات الكويكبات

 

هل تحمِل الحياة على الأرض

 

أي آثارٍ لرحالةٍ بين الكواكب

 

.صُنعت في الماض السحيق

 

لماذ بعض الميكروبات تستطيع النجاة

 

من الإشعاع الشديد و الفراغ
للفضاء؟

 

هذه الظروف غير موجودةً
.بشكل طبيعي على الأرض

 

رُبما تُخبرنا هذه الجراثيم

 

أن أسلافها نجت من نفس هذه
,هذه الظروف في الفضاء

 

.قبل بِضع مليارات السنوات

 

إذاً نعلم أن الميكروبات يُمكنها التخفي
في الصخور

 

و النجاة ِ في الرحلةِ من كوكب
.لكوكب

 

لكن ماذا عن رحلةٍ
من نجم ٍ إلى نجم

 

رِحلة بين النجوم؟

 

الهندباء

 

,قبل حوالي 30 مليون سنة

 

طوَّرت طريقةً أخرى لإرسال
رسالة الحياة خاصتها

 

.عبر الفضاء و الزمن

 

كُل نبتة
هي مِظَلي

 

طافٍ على الريح

 

مُخاطراً بكل شيء
.من أجل مكان آمن للهبوط

 

يُمكنُ للتيارات الصاعدة حملهم
.عالياً في الهواء

 

تستطيعُ الهندباء السفر عشرات

 

,و ربما مئات الكيومترات

 

و حتى تخطي
.سلاسل جبلية

 

قام التطور بتشكيلها إلى
.آلة طيران مُتقنة

 

البذرة هي نوع آخر الفُلكِ

 

تظمن إستمرار نوعها

 

بركوبِ تيارات الغلاف الجوي
.إلى موانئَ أمنة

 

و كل بذرة تحملُ في حمضها النووي
,قِصة

 

فِطرة و مصير الهندباء اللاحقة

 

تنتشرُ الحياة بواسطة
.إخبار قصتها مُجدداً

 

هل من الممكن أن الحياة
يُمكنها النجاة في رحلة

 

من نجمٍ إلى نجم؟

 

النجوم أبعد بملايين المرات

 

من بعضها
.مما هي عليه الكواكب

 

الفضاء شاسع جداً حيثُ أنه
سَتُستغرق مليارات السنوات

 

لصخرةٍ قُذِفَت من الأرض

 

لتصطدمَ بكوكب
.يدور حول نجمٍ آخر

 

لن تنجو أياً من الميكروبات المُسافرة

 

من الإشعاع الكوني
.لهذه المدة

 

لكن يوجد سيناريو جديرٌ
بالإعتبار

 

عن كيفية إمكانية الحياة في الإنتشار
.من نظامٍ شمسي لآخر

 

نجوم درب التبانة
تُسحبُ بواسطة الجاذبية

 

في مداراتها الضخمة
.حول مركز المجرة

 

,شمسُنا على سبيل المثال

 

تستغرق حوالي 225 مليون سنة
.لإكمال دورة واحدة

 

خلال كل دورة حول المجرة

 

سيمرُّ نظامنا الشمسي
خلال إثنتنان أو ثلاثِ

 

سُحب بين نجمية عملاقة

 

كُلِّ واحدةٍ منها
.بِعرضِ عدةِسنوات ضوئية

 

المجرات هي
.آلات صُنعِ العوالم

 

لدى مجرتنا درب التبانة أكثر من
,مائة من هذه السحب الشاسعة

 

أماكن حيثُ يتكثفُ الغاز و الغبار

 

لتكوين نجوم جديدة
.و كواكب

 

في رحلاتها خلال درب التبانة

 

,شمسنا ليست بِصُحبةِ كواكبها فقط

 

.لكن أيضاً مع تريليون مُذنب بعيد

 

عندما يَمرُ نظامنا الشمسي خلال
سحابةٍ بين نجمية

 

جاذبية السحابة الضخمة

 

.تُهيِّج المُذنبات الأقصى

 

بعض المذنبات ستندفعُ خارجاً

 

.في الفضاء بين النجوم

 

و آخرون سيغطسون داخلياً

 

.في سقوطٍ بإتجاه الشمس

 

و بعضاً منها قد تصطدم
.بالكواكب

 

التصادم الفائق السرعة
لِمُذنَّب مع كوكب صخري

 

سيُطلقُ جلاميد صخر
.كصواريخ في الفضاء

 

إذا حدث و أن كان ذلك الكوكب
مسكوناً

 

كثير من هذه الصخور
سَتحمل مُسافرين

 

.ميكروباتٍ حية

 

,بعد آلاف الأعوام

 

قِطع الصخور المقذوفة من الأرض

 

يُمكن أن تسقُط كنيازك في الأغلفة الجوية
لكواكبَ وليدة

 

.في السحابة البين نجمية

 

إذا الميكروبات المُسافرة

 

حدث لها أي إتصال مع الماء السائل

 

.يُمكنها العودةُ للحياةِ و التكاثر

 

قد تكونُ هذه الكيفية التي
إنطلقت بها الحياة

 

.في الأماكن القاحلة

 

تخرجُ الشمس من السحابة

 

بعد أن نثرت
بذور الحياة

 

بين العوالم الوليدة
.للنجوم الأخرى

 

هذه العوالم الجديدة
الممسوسةُ بالحياة

 

ستُغادر بعد ذلك
سحابة نشوئها

 

.و المضي في سُبلِها المُتفرقة

 

في الأخير ستحمِلُها نجومها

 

,خلال
سُحُب بين نجمية أُخرى

 

.حيثُ قد يستمرون ببذرِ عوالم جديدةٍ أكثر

 

تخيَّل هذه العملية مُتكررةٍ
من عالم لآخر

 

.كل واحد يجلبُ الحياة لآخرين

 

ستمتدُّ الحياة بعد ذلك
كَسلسلة تفاعل بطيئة

 

.خلال كامل المجرة

 

قد تكون هذه الطريقة التي أتت
.بها الحياة إلى الأرض

 

.لا نعلمُ بالتأكيد

 

هل هناك أي كائنات خارجاً
مثلُنا؟

 

هل يسألون نفس الأسئلة؟

 

هل يُشاركونا مخاوفنا؟

 

هل لديهم أبطال و مغامرات؟

 

إذا كانوا فعلاً موجوين
أين هم؟

 

كيف لهم أن يُعلنوا عن وجودهم؟

 

كيف قُمنا بالإعلان
عن وجودنا لأولِ مرة في المجرة؟

 

كان في عام 1946, السنة التي تلت
.نهاية الحرب العالمية الثانية

 

المخيلات الزاهية

 

ل إتش جي ويلز وَ بوك روجرز

 

لم تقوم بتجربةٍ أكثر غرابةً

 

من مهندسي الجيش

 

.في مختبرهم في بالمر, نيو جيرسي

 

تفتح إحتمالات غير محدودةٍ

 

.لتجرُبةٍ كونية

 

المهندسون الأمريكيون

 

عكسوا حزمة
من موجات الراديو من على القمر

 

و كانوا قادرين على رصد
.صداها

 

اطلقوا على هذه التجربة
.المشروع ديانا

 

كانت أول رسالة كونية

 

قد أُرسلت أبداً بواسطة
.نوعنا

 

.قَرْعُ جَرسٍ مُخيف

 

إذا سمحنا للخيال حُرية الحكم

 

.ستظهر العديد من الإمكانيات المستقبلية

 

مركبات فضائية تحمِلُ مسافرين

 

,بسرعة آلاف الأميال بالساعة

 

يُمكن التحكم بها

 

و إنشاء الإتصال

 

,مع مسافريها

 

و كما نعلم الأن بأن غلاف الأرض الجوي

 

.يُمكن إختراقه

 

السفر بسرعة الضوء

 

يستغرق أكثر من ثانية فقط

 

لموجة راديو لِتصل سطح القمر

 

لكن الجبهة الموجية المُنتشرة
.أكبر بكثير من القمر

 

أغلب الموجة يمرُّ من جانب القمر

 

لكن الجزء المركزي
.يرتدُ مُنعكساً

 

بعد ثانيتين و نصف من زمن
,رحلتها الدورية

 

.تضربُ كوكبنا

 

أرسل مشروع ديانا

 

سلسلة من موجات الراديو القوية

 

واحدة كل أربعة ثواني

 

.لقَرْعِ القمر

 

الأجزاء التي تحاشت القمر
.لازالت مُسافرة

 

.كانت البداية فقط

 

بعد الحرب العالمية الثانية

 

نهضت المحطات التلفزيونية
,في كل أنحاء الولايات المتحدة

 

.و أجزاء أخرى من العالم

 

رسالة مشروع ديانا

 

و موجات راديو الإف إم, و التلفزيون
و إشارات الرادار,

 

للقرن العشرين

 

.تتحركُ خارجاً بسرعة الضوء

 

يصنعُ هذا البث
,كرة واسعةً من موجات الراديو

 

تتوسع بعيداً من الأرض
.في كل الإتجاهات

 

يُمكنكم القول بأن عالمنا

 

.يُشِعُّ قِصصاً

 

نقش َ أسلافُنا قصة جيلجاميش

 

في ألواحٍ طينية

 

مُرسلين تلك القصة الملحمية
.إلى المستقبل

 

و نحنُ قُمنا بتشفير قصصنا
,في موجات الراديو

 

.و أرسلناها أشعةً في الفضاء

 

تُغطي مسافة سنة ضوئية

 

و التي توازي ستة تيرليونات ميل

 

لكل سنة من الزمن
.منذُ أن أرسلت

 

نُرسِلُ قصصنا في الفضاء

 

لأكثر من 70 سنة.

 

الحواف المُتقدمة لهذه الإشارات

 

قد إجتاحت بالفعل

 

آلاف الكواكب
.لنجوم أخرى

 

إذا كانت أي من هذه العوالم موطناً

 

لحضارة تملِكُ
تلسكوبات راديوية

 

.قد يكونون فعلاً يعلمون بأننا هنا

 

ماذا إن كانت عوالم أُخرى تُرسلُ

 

قصصها في الفضاء؟

 

منذُ 1960
و نحن في إستماع

 

,لإشارات راديو فضائية

 

من دون السماع لمزيد
من قرع الجرس

 

لكن بحثنا
مُشتت

 

.و محدود بأجزاء مُعينةٍ من السماء

 

,يعلمُ جميعنا

 

بأننا قد نكون أخطأنا إشارةً فضائية

 

ببحثنا في المكان الخاطئ

 

.في الزمن الخاطئ

 

إستمعنا فقط لجزءٍ صغير جداً

 

.من النجوم في مجرتنا

 

و ربما هناك مُشكلة أخرى

 

قد نكونُ بعض الشيء

 

,سُجناء لحظتنا في الزمن

 

.و حدود تقنياتنا

 

البث التلفزيوني و الراديوي

 

قد يكونا مُجرد مرحلة قصيرة عابرة

 

.في تطورنا التقني

 

عندما نتخيل حضارات فضائية

 

,تَبُثُّ إشارات بواسطة تلسكوبات راديوية

 

هل نحنُ مختلفون عن الأجيال السابقة

 

الذين تخيَّلوا أنفسهم راكبون
قذيفة مدفع إلى القمر؟

 

الحضارات و حتى الأكثر تطوراً بقليل منا

 

قد تكون بالفعل قد انتقلت

 

إلى شكلٍ آخر
من الإتصال

 

شكلٌ لم نكتشفهُ بعد

 

.أو حتى نتخيله

 

قد تكون رسائلهم

 

,تدور حولنا في هذه اللحظة تحديداً

 

لكننا نَفْتَقِرُ الوسائل
.اللازمة لمُلاحظتها

 

,تماماً كَأسلافنا

 

إلى ماقبل أكثر بقليل من قرنٍ مضى

 

سيكونون غافلين عن أكثر إشارات الراديو أهميةً

 

.من عالم آخر

 

لكن تُوجد إمكانية أخرى أكثر إزعاجاً

 

الحضارات
,كالأشياء الحية الأخرى

 

قد تعيشُ لوقت طويل قبل أن تهلك

 

لأسباب طبيعية
أو العنف

 

.أو الإصابات الذاتية

 

سواءاً أتمكنا من عمل إتصال
أم من عدمه

 

مع حياة فضائية ذكية

 

.قد يعتمد ذلك على سؤال حاسم

 

ماهو متوسط عمر الحضارة؟

 

,في زمن إنديهوانا

 

أول شخص على الإطلاق حصل على
شرف الكتابة

 

كانت الحضارة بالفعل بِعمرٍ أكثر
.من ألف سنة

 

لكن اليوم, مدينتها المُتألقة
.هي أرض قاحلة

 

ماكان الخطأ؟

 

أحد المشاكل كانت
الحروب المُتواصلة

 

,بين مُدنِ ميسوبوتيميا

 

و التي دمَّرت بإستمرار
.إنجازاتهم

 

مجدوا الفتح العسكري

 

.و في الأخير اصبحوا ضحاياه

 

سببٌ آخر في الإنحدار

 

كان أن فِهمهُم للتقنية

 

.سبق فهمهم للطبيعة

 

نظام الري المُبدع الذي كان الأساس

 

لأعظم الحضارات في
,ميسوبوتيميا

 

,كان لديه عاقبة غير مقصودة

 

الماء الذي شق طريقهُ
,في مزارعهم سنوياً

 

.يتبخر و يُخلِّف أملاحه وراءه

 

على مر الأجيال
تجمع الملح

 

.و بدأَ بقتل المحاصيل

 

و بعد ذلك في عام 2200 قبل الميلاد

 

ليس بوقتٍ طويل بعد زمن
,إنهيدوانا

 

ضربت كارثة

 

جفاف بتناسب ملحمي

 

.إستمرَ لعقودٍ عديدة

 

توقفت الأمطار
,و ذَبُلَت المحاصيل

 

.و كانت هناك المجاعة و الفوضى

 

.و إجتاح البرابرة

 

.شوارع مدنَ عديدة إكتست بالموت

 

.قد يكونُ هناك تفسيرٌ واحد فقط

 

إنليل الإله الأعلى

 

كان غاضباً بسبب أن واحداً من معابده

 

.قد تم تدميره

 

لم يستطع سكان ميسوبوتيميا معرفة

 

أن نفس الجفاف
كان يسحق

 

الحضارات الصاعدة
لمصر

 

و اليونان, و الهند

 

.و باكستان و الصين

 

كُل آلهة الأرض

 

لابُدَ و إنها كانت غاضبةً فعلاً
.من شيء ما

 

,مع كُل ذكائهم

 

شعوب هذه الحضارات

 

لم يَشكوا
بأنهم كانوا يمروا

 

.بتغير حاد في المناخ

 

بعد 3000 آلاف سنة

 

سيتغير المناخ بشدةٍ على
حضارة عظيمة أخرى

 

.و هذه المرة في وسط أمريكا

 

,في ذروتها

 

فُنِيَت حضارة المايا

 

دُمرت بواسطة سلسلة من الجفاف

 

.على مدار قرن

 

لازلنا نحمل في داخلنا

 

,أصداء هذه الحضارات البائدة

 

.في لغاتنا و أساطيرنا

 

.اليوم, لدينا حضارةً عالمية واحدة

 

كم المدة التي ستعيشها؟

 

توجد العديد من الطرق
.لحضارةٍ كي تُفنى

 

دعونا نبدأ بتلك

 

التي من المحتمل نحن غير قادرين
على عمل الكثير معها

 

ذلك السوبرنوفا
.على بعد ألف سنة ضوئية

 

إذا كان أكثر قُرباً
و لنقل

 

أقل من 30 سنة ضوئية
من الأرض

 

فإشعاعه الكوني سيُمزِّق

 

طبقة الأوزون الحامية في الغلاف الجوي

 

.و يدمر حضارتنا

 

لحسن حظنا, لا أحد من النجوم
القريبة كفايةً لإيذائنا

 

.يُمكن أن أن تُصبح سوبرنوفا

 

في أي وقت من المائة مليون
.سنة القادمة

 

كل مليون سنة أو نحو ذلك

 

يثورُ بركان ضخم في مكان ما من الأرض

 

آخر مرةٍ حدث فيها
كانت قبل 74 ألف سنة

 

,في جزيرة سوماطرا

 

.في مايُطلقُ عليها الأن إندونيسيا

 

لفظَ صخور و رماد و غاز سام
أكثر بمئات المرات

 

.من أي بُركان في التاريخ المُسجل

 

الصخور الذائبة التي ثارت
من قشرة الأرض

 

خلَّفت هذا الإنهيار

 

بطولِ 100 كيلو متر

 

.و الأن مُمتلئ ببحيرة

 

أرسل بُركان توبا
أكثر من 600 ميل مُكعب

 

من الصخور المسحوقةِ مرتفعةً في السماء

 

حملت الرياح الغربية الرماد البركاني
,فوق الهند

 

حيثُ هبطت كغطاءٍ خانق

 

.على شبه القارة الهندية

 

حمَّلَ الثوران الغلاف الجوي العلوي

 

.بغازات الكبريت

 

,كانت النتيجة ضباب عالمي

 

حجبَ أغلب ضوء الشمس

 

من الوصول إلى السطح لخمسة
.سنوات على الأقل

 

.كان كيوم غائم بطول خمسة سنوات

 

و هذا الذي يُطلقُ عليه الشتاء البركاني

 

شبيه بالشتاء النووي
.لكن من دون إشعاعات

 

.هبطت درجات الحرارة في كل مكان

 

تجمدت الحيوانات و النباتات حتى
,في المناطق الاستوائية

 

.و ماتت بأعداد كبيرة

 

.لكن الحياة قوية

 

.أنواعٌ قليلة فقط إنقرضت

 

أحد أسلافنا في وسط الهند

 

حدَّدَ هذه النصل الحجري

 

.في السنوات السابقة لثوران توبا

 

و هذا النصل

 

كان واحد من عشرات عُثِرَ عليها

 

.في طبقة التربة فوق الهطل البركاني

 

يُخبرنا هذا أن بعضاً من صانعي الأدوات

 

حتى في المنطقة المباشرة
التأثر بالبركان

 

.تمكنوا من النجاة من الكارثة

 

لكن التعداد العالمي للبشر

 

لابد و أنه هبط
.قبل أن يعود ثانية

 

إذا حدث ثورانٌ كهذا غداً

 

حضارتنا
,ستُدمر

 

على الرغم من أن النوع البشري
.سينجو

 

أستطيع تخيُّل أن تقنياتنا

 

بعد مئات السنين من الأن

 

ستسمح لنا سحب

 

طاقة البركان المُهدد

 

.قبل أن ينفجر

 

يُمكننا بعد ذلك إستخدام الطاقة
.لأغراضنا الشخصية

 

حوالي مرةً كل مليون سنة
كويكب صغير

 

,يصطدمُ مع الأرض

 

.مُسببٍ مقدار مشابه من الدمار

 

بعلمنا الحالي و تقنياتنا

 

نعلمُ بالفعل كيف نوقف
.صدمة كويكب

 

سنراه قادماً قبل سنوات

 

و نتمكن من إرسال
مركبة فضائية هناك

 

.لحرفهِ إلى مدارٍ آمن

 

بتقنية بعد ألف سنةٍ من الأن

 

قد نكون قادرين حتى
على تخفيف الأثار المميتة

 

لسوبرنوفا مجاور
.على غلاف الأرض الجوي

 

لكن ماذا يحدث

 

حين يكون الخطر المحدق بالحضارة
غير مرئياً؟

 

حين لا يستطيع أحد رؤيته قادماً؟

 

إبتداءاً بكولومبس

 

غُزاة الأمريكيتين الأوربيون

 

إمتلكوا سلاحاً سرياً حتى هم
.لم يعلموا شيئاً عنه

 

كانوا يحملون بكتيريا و فيروسات

 

لأمراض مميتة
,كالجدري

 

.و الذي لم يتعرض له الأمريكيون الأصليون مُطلقاً

 

أحبَ الأوربيون تصديق

 

بأنها كانت شجاعتهم و أسلحتهم المتفوقة

 

.و ثقافتهم هي ما أكسبتهم العالم الجديد

 

الغُزاةُ الحقيقيون كانوا

 

الجيوش المسببة للمرض
التي تسابقت في المقدمة

 

لِتُصيب و تقتل تسعة من كل عشرة
من كل هنود

 

.شمال و وسط و جنوب أمريكا

 

حضارات العالم الجديد العظيمة

 

سُحِقَت تحت إنقضاض
.الميكروبات الغازية

 

,من دون جيشه الخفي

 

كورتيز و من تلاه

 

.ماكانت لهم فرصة للصمود

 

لكن ماذا عن الحضارات التي
دمرت نفسها؟

 

تكونت أنظمتنا الإقتصادية
حين كان الكوكب

 

و هواءه و أنهاره
و محيطاته و أراضيه

 

.كُلها بدت غير مُنتهية

 

تطوروا قبل وقت طويل من رؤيتنا
للأرض

 

كالكائن الصغيرِ
.الذي هي فعلاً عليه

 

كُلها سواء
في إعتبار واحد

 

إنها موارد ربحية

 

و لذلك
.تمحورت على الربح القصير المدى

 

الأنظمة الإقتصادية
السائدة

 

مهما كانت عقيدتها

 

لا تملك آليات داخلية

 

لحماية من سينحدرون منا

 

,حتى لبعدِ مائة سنةً من الأن

 

.ناهيكَ عن المائة ألف سنة

 

من جهةٍ نحنُ مواجهونَ

 

.لشعبِ ميسوبوتيميا القديمة

 

.و على عكسهم , نحن نفهم مايحدثُ لعالمنا

 

على سبيل المثال
نَضُخُ غازات الإحتباس الحراري

 

في غلافنا الجوي
بمعدل لم يُرى على الأرض

 

.من مليون سنة

 

و الإجماع العلمي

 

بأننا نُهدد إستقرار
.مناخنا

 

إلا أن حضارتنا تبدو
و كأنها في قبضة الإنكار

 

.نوع من العجز

 

هناك عدم إتصال بين مانعلمه

 

.و مانعمله

 

قابليتنا في تكييف سلوكنا مع التحديات

 

هي أفضلُ تعريف للذكاء
.من أي آخر عرفته

 

إذا كان ذكائنا الأعظم هو دمغةُ نوعنا

 

,إذن علينا إستخدامه

 

كما تستخدم بقية الكائنات
أفضلياتها المميزة

 

للمساعدة في التأكد
من أن نسلها يزدهر

 

و أن صفاتها مُررت

 

و أن نسيج الطبيعة
.الذي يُبقي علينا محمي

 

بالتأكيد ان ذكاء الإنسان قاصراً

 

.و حديث النهوض

 

السهولةِ التي بواسطتها يُمكن له أن
يتملق, و يُربك

 

أو يُفسد بواسطة ميول إجبارية أخرى

 

بعض الأحيان نفسها تتنكر
كضوء المنطق

 

.تدعو للقلق

 

لكن إن كان ذكائنا
هو الحافةُ الوحيدة

 

يجب علينا التعلم لإستخدامه
بشكلٍ أفضل

 

.لصقله

 

.لفهمِ حدوده و قصوره

 

لإستخدامه كما تستخدم القطط
.التسلل قبل الوثب

 

.و كما تستخدم حشرة العصا التمويه

 

.لِجعله أداة نجاتنا

 

إذا قمنا بهذا
يُمكننا تقريباً حل

 

أي مشكلة
قد نواجهها تقريباً

 

.في المائة ألف سنةٍ المُقبلة

 

و الأن وصلنا للمكان

 

حيثُ أحلام أسلافنا بالخلود

 

و الفيزياء الحديثة
.تجتمع

 

المجرات البيضاوية العملاقة

 

هي شيء كَ
فلوريدا

 

.حيثُ يُمكن إيجاد أقدم النجوم في الكون

 

هذا نجمُ
,قزم أحمر

 

أصغر و أخفت من شمسنا

 

الأقزام الحمراء إلى حد بعيد
أكثر النجوم وفرةً في الكون

 

على عكس الشمس التي
في منتصف طريقها خلال

 

,وقت عمرها البالغ 10 مليارات سنة

 

تستمرُ الأقزام الحمراء في توفير
الضوء و الدفء

 

.لكواكبها لتريليونات السنوات

 

و هذا أطول بمئات المرات

 

.من العمر الحالي للكون

 

مالذي ستعمله الكائنات الذكية

 

إذا كان لديها أبدية

 

لتطوير فهمها للكون؟

 

ربما سيتعلمون كيفية فتح إختصارات

 

, في نسيج الزمكان

 

للسفر بين المجرات

 

.أسرع من سرعة الضوء

 

رُبما سيخلقون أكواناً كاملة جديدة

 

.كتجارب علمية فنية

 

بالطبع لا أحد أو على الأقل لا أحد على الأرض

 

.يعلمُ مالذي يمكن أن يعملهُ الخالدون

 

إذا سمح أحدهم
.للمُخيلة حرية الحكم

 

لكن ماذا عنا؟

 

ماهو مستقبلنا؟

 

مالذي ستبدو عليه الرزنامة الكونية
لِل 14 مليار سنة القادمة؟

 

إذا كانت الرزنامة الأصلية

 

تحوي كل الزمن من ولادة الكون

 

.إلى هذه اللحظة تحديداً

 

كيف ستبدو الرزنامةُ الكونية

 

لل 14 مليار سنةً القادمة؟

 

تماما كما كان مع
الرزنامة الكونية الماضية

 

كل شهر من رزنامة المستقبل

 

,يوازي تقريباً مليار سنة

 

كل يوم
حوالي 40 مليون سنة

 

مكننا العلم من التنبؤ

 

بأحداثٍ فلكية مُعينة

 

في المُستقبل البعيد

 

.موت الشمس على سبيل المثال

 

,في حوالي خمسة مليار سنة

 

سيستنفذ نجمنا الهيدروجن

 

الوقود النووي
الذي يُغذيه بالطاقة

 

.ليُصبِحَ عملاقاً أحمر

 

أعلمُ ان هذا يبدو محبطاً

 

لكن إذا استعملنا ذكائنا
نسلُنا

 

في ذاك المستقبل البعيد
سيكونوا قد غادروا

 

.من العوالم الضائعة للشمس

 

من يعلم؟

 

الأحداث البشريةُ
تستلزمُ العديد من المتغيرات

 

,و الكثير من الشكوك

 

لنصنع بيان علمي عن مستقبلنا

 

.لكننا لازلنا نستطيع الحلم

 

العصر الذهبي القادم
لإنجاز الإنسان

 

.يبدأ هنا و الأن

 

يوم سنة جديد
.من السنة الكونية التالية

 

في العُشرِ الأول من الثانية

 

أخذنا رؤية النقطة الزرقاء الباهتة
للقلب

 

و تعلمنا كيف نُتشارك بهذا العالم الصغير
.مع بعضنا

 

آخر مُحرك إحتراق داخلي

 

,موضوع في المتحف

 

في الوقت الذي انعكست فيه
.التغيرات المناخية و خفَّت

 

خُمس ثانية
في هذا المستقبل

 

سيتوقف الناس عن الموت بسبب تأثيرات
الفقر

 

.الكوكب الأن كائنٌ متواصل و مكتفٍ ذاتياً

 

بعد نصف ثانيةً من الأن

 

تجددت الأغطية الجليدية القطبية

 

للوضع الذي كانت عليه في القرن ال19

 

و التوقعات للجو لطيفةً و عليلة

 

للدقيقة و النصف الكونية التالية

 

,أربعين ألف سنة

 

مع الوقت
نحن مستعدون لإستيطان

 

حتى الأنظمة الشمسية القريبة

 

.سنكون قد تغيرنا

 

المرور البسيط
لعدة أجيال

 

سيغيرُ منا

 

.الضرورات ستغير منا

 

نحن نوعٌ قابل على التكيُّف

 

لن نكون نحنُ من وصلَ
لِنجمِ ألفا سنتوري

 

و الأنظمة النجمية الأخرى المجاورة

 

.على فُلكِنا الكونية

 

سيكون نوعٌ شديد الشبه بنا

 

لكن مع المزيد من قوتنا
و القليل من ضعفنا

 

أكثَرُ ثقةً
,و بعيدِ النظر

 

.بارع و حكيم

 

مع كل إخفاقاتنا

 

و على الرغم من عيوبنا
و قيودنا

 

نحنُ البشر كَفوئون
.للعظمة

 

مالعجائب التي لم يُحلمُ بها في زمننا

 

.ستُنجز في جيل آخر

 

و آخر؟

 

إلى أي مدى
نوعنا المُرتحل

 

سيجولُ في نهاية القرن القادم

 

و الألفية القادمة؟

 

,أحفادُنا البعيدون

 

مُحتشدون بأمان على عوالم عديدة

 

على طول النظام الشمسي
و ماوراءه

 

سيكونون متوحدينَ
بِإرثِهِمُ المشترك

 

.بإمتنانهم لكوكبهمُ الأم

 

و بمعرفتهم أن مهما كانت الحياة الأخرى

 

البشرُ فقط
في كل الكون

 

.أتوا من الأرض

 

سيحدقونَ عالياً
و يجتهدونَ في إيجاد

 

.النقطة الزرقاء في سماواتهم

 

سيتعجبون على الضعفِ

 

الذي كان عليه مرةً
مستودعُ كل جهودنا

 

و كم كانت خطيرةٌ طفولتنا

 

,و كم متواضعةٌ بداياتنا

 

كم أنهارُ توجَّبَ علينا قطعها

 

.قبل أن نجد طريقنا

 

ترجمة: فهمــــي علــــــوان